top of page

لماذا تفشل مشاريع الزراعة المائية في السعودية ومنطقتنا

السبب الرئيسي: عدم ملاءمة المعايير المستوردة


مدونة نجد للتقنيات الزراعية


لماذا تفشل مشاريع الزراعة المائية في السعودية ومنطقتنا


تعد الزراعة المائية من التقنيات الواعدة التي تهدف إلى تحقيق الاستدامة والأمن الغذائي، خاصةً في المناطق التي تعاني من ندرة المياه وظروف مناخية قاسية. ورغم الجهود الحثيثة لتبني هذه التقنية في السعودية ودول المنطقة، إلا أن كثيرًا من المشاريع تواجه تحديات جمة تؤدي في نهاية المطاف إلى فشلها.

السبب الرئيسي: عدم ملاءمة المعايير المستوردة

وبالنظر إلى أسباب فشل مشاريع الزراعة المائية في منطقتنا، يتضح أن السبب الأبرز هو عدم ملاءمة المعايير التي صُممت وفقًا لها هذه المشاريع. فمعظم التقنيات والأنظمة المستخدمة تم تطويرها في دول أوروبية وأمريكية ذات ظروف مناخية مختلفة تمامًا عن مناخنا شديد الحرارة.

تحديات تصميم الدفيئات الزراعية

فعلى سبيل المثال، تعتمد كثير من تصاميم الدفيئات الزراعية على معايير تم وضعها لتتحمل درجات حرارة وإشعاع شمسي أقل بكثير مما هو موجود في السعودية. وبالتالي، عندما يتم استيراد هذه التقنيات وتركيبها دون تعديلات جوهرية، سرعان ما تظهر المشاكل مثل ارتفاع درجات الحرارة داخل الدفيئات لمستويات لا تتحملها النباتات، مما يؤثر سلبًا على نموها وإنتاجيتها.

مشكلة أنظمة التبريد والتحكم بالرطوبة

كذلك الأمر بالنسبة لأنظمة التبريد والتحكم بالرطوبة، فهي مصممة غالبًا وفق معايير الدول ذات المناخ المعتدل. وعند استخدامها في مناخنا الحار، تستهلك طاقة هائلة لتوفير بيئة مناسبة، مما يرفع التكاليف التشغيلية بشكل كبير ويهدد جدوى المشروع اقتصاديًا.


أهمية اختيار الشتلات والأصناف المناسبة

حتى اختيار الشتلات والأصناف النباتية يجب أن يراعي خصوصية مناخنا. فكثير من الأصناف عالية الإنتاجية تم تطويرها للزراعة في ظروف مناخية معينة، وقد لا تكون مناسبة لدرجات الحرارة العالية وشدة الإشعاع الشمسي في منطقتنا.

ضرورة تكييف التقنيات لتناسب المناخ المحلي

لذلك، فإن النسخ الحرفي لتقنيات الزراعة المائية دون مراعاة الاختلافات الجوهرية في المناخ، هو من أهم أسباب فشل هذه المشاريع في السعودية ودول الخليج. ولضمان نجاح تبني هذه التقنية، لا بد من تكييفها وتحسينها بما يتناسب مع ظروفنا المحلية.


وهذا يتطلب جهدًا علميًا وهندسيًا لإعادة تصميم الأنظمة والمكونات بحيث تتحمل الحرارة الشديدة وتستهلك طاقة أقل للتبريد. كما يحتاج لتجارب مكثفة لتحديد أنسب الأصناف النباتية التي تزدهر في مناخنا، وتطوير سلالات جديدة مقاومة للحرارة إن لزم الأمر.


ختاماً..

الخلاصة، لكي تنجح مشاريع الزراعة المائية في منطقتنا، علينا التوقف عن استيراد الحلول الجاهزة، والعمل على تطوير حلول محلية مبتكرة تراعي خصوصية مناخنا وتحدياته. فقط بهذه الطريقة يمكن الاستفادة من مزايا هذه التقنية الثورية لتحقيق الأمن الغذائي والاستدامة الزراعية في المنطقة.

Comments


bottom of page